هذا الكتاب شرحٌ جليل على «مختصر صحيح البخاري» للإمام الحافظ المحدِّث أبي العباس الزَّبيدي المسمَّى بـ «التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح»، والمشهور بـ «مختصر الزبيدي».
و«التجريد الصريح» أحد أهم مختصرات «صحيح البخاري» المباركة، اشتَهَر اشتهارَ أصلِه «الجامع الصحيح»، وانتشر انتشارَه في العالم الإسلامي الفسيح.
و«فتح المبدي» أحد شروحه الشهيرة، أولاه مصنِّفُه العلامة الشرقاوي رحمه الله تعالى عناية كبيرة؛ وذلك لاهتمامه بعلوم السُّنَّة النبوية، والتي عليها مبنى قواعد أحكام الشريعة الإسلامية، وبها تظهر تفاصيل مجمَلات الآيات القرآنية، فأحَبَّ الدخول في ساحة الكرام، على حسَبِ ما يفتح عليه الكريم العلَّام.
ويأتي شرحه هذا موجَزاً بعيداً عن التطويل، سالكاً فيه مصنِّفُه سبيلَ أصله «التجريد الصريح»؛ فاكتفى فيه بالمهمِّ لشرح الأحاديث، مبيِّناً فوائدَها، وموضِّحاً مقاصدَها، وكاشفاً عن مغزاها.
ثم إنه اختار من شروح «صحيح البخاري» أغزرَها عِلماً، وأوثقَها نقلاً، وأتمَّها فائدةً لتكونَ عمدتَه في تصنيفه، وتكونَ من جملة مصادره في تأليفه؛ مثل «فتح الباري» للحافظ ابن حجر العسقلاني، و«إرشاد الساري» للإمام القسطلاني، وغيرها، هذا إضافة إلى المتون الحديثية، وكتب السيرة النبوية، والكتب اللغوية، والدواوين الشعرية، وغير ذلك.
فنسأل الله تعالى النفع به كما نفع بأصلَيهِ، وأن يجعل عملنا فيه مقبولاً عنده خالصاً لديه، إنه على ذلك قدير، وبالإجابة جدير.
